أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

أخر الاخبار

أهداف الحوار

الأهداف العامة للحوار



الأهداف العامة للحوار

  • إظهار الحقائق المدعمة بالأدلة والبراهين 
  • التفاهم والتعاون للخروج من مرحلة الأزمة 
  • الترقي بالذات 
  • التلاقح الحضاري 
  • تصحيح المفاهيم 
  • حل النزاعات والخلافات 


الأهداف الخاصة للحوار:

إظهار الحقائق المدعمة بالأدلة والبراهين :

يروم الحوار الناجح إظهار الحقائق ، دون حمل الآخرين عليها بالقسر الفكري ، أو ممارسة الفرض والإكراه على مائدة الحوار ، فمن أبرز أهداف الحوار تأكيد أن الغاية الأساس منه ليست الوصول بالطرف الآخر إلى إقناع المحاور جبرا ، وإلغاء اقتناع الطرف الأول الفكري ، وإنما هي إظهار الحق المدعم بالبراهين والأدلة . وليس من لوازم كل حوار دائما الوصول إلى اتفاق ما ، لكن من اللازم ألا يكون الحوار مدخلا إلى الصراع والنزاع ، وإنما إلى مزيد من الحوار ومحاولة اللقاء والتعايش ، فبالتأني والصبر قد تتكشف الحقائق ، وبالغضب والعنف يزداد كل طرف تمسكا بمنطلقاته الفكرية والسلوكية ورفضا لما عند الآخر من أفكار وسلوك ، وهذا بدوره يؤدي إلى مزيد من العزلة والتقوقع ، وإلى مزيد من التوجس والخوف ، ثم إلى مزيد من الصراع والنزاع .

التفاهم والتعاون للخروج من مرحلة الأزمة :

من أبرز أهداف الحوار ، تحقيق الأمر الإلهي القاضي بتعزيز روابط التفاهم ، والتعايش ، والتعارف بين شعوب العالم وأممه ، إذ قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) سورة الحجرات . ويلاحظ على هذه الآية أمران جوهريان الأول هو مخاطبة الله للبشرية كافة بقولة : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) ولم يقل يا أيها الذين آمنوا . والأمر الثاني ان من نتائج الخلق ، التعارف ، وثقافة الحوار من اهم وسائل التعارف والتعايش ، وبخاصة في ظل الظروف العصبية والأزمات المتراكمة .

الترقي بالذات :

إن الثقافة التي لا ترى إلا ذاتها ، وتلغي ما عداها ، هي المقدمة النظرة لسلوك عدواني تجاه الآخر المختلف معها ، أيا كانت درجات ذلك الاختلاف ، وبذلك تصبح الذات لا ترى إلا أفكارها ، ومن ثم تعمل على التخلص من كل من يخالف تلك الأفكار . فالحوار نوع من مشروع إصلاح الذات ، وتخليصها من سموم الثقافة العدوانية التي ماهي إلا مرحلة من تغييب الآخر ، وإلغائه لمجرد مخالفته للذات في الأيدلوجية أو الموقف ونحو ذلك .
والحوار خطوة ضرورية لتخليص الأفراد والمجتمع من طوفان الاستبداد الفكري القائم على احتكار الحقيقة ، فالتواصل مع الآخر عن طريق الحوار ، والتبادل المعرفي مرآة حقيقية تنكشف من خلالها مصداقية الأفكار والرؤى وسلامة التصورات ، أو خللها .

من هنا كان الحوار مع الآخر من اهم وسائل إعادة العلاقة بين الذات وغيرها على أسس القبول ، والتعددية ، والاعتراف الضمني بمشروعية الاختلاف ، ونسبية الحقيقة ، وإمكانية التصويب الفكري .

ولاشك في أن غياب الحوار وبين الأفراد الذين يعيشون في مجتمع واحد يشكل خطورة في تكوين وإصدار أحكام مسبقة على الآخرن ، يتم من خلالها ظهور صور نمطية جامدة ، ويتم من خلال عملية التنميط تلك تصور الفرد لجميع أعضاء الفئة أو الجماعة ، بطريقة متشابهة متغاضيا عن الفروقات الفردية الموجودة بينها ، وبحكم هذه العملية المعرفية يحشر الفرد جميع أفراد هذه الفئة او الجماعة في صورة نمطية جامدة بناء على معرفته البسيطة أو السطحية لبعض أفرادها ، أو بناء على تجربة عابرة مع بعض أفرادها ، ويحدث هذا غالبا عندما يتعذر الاتصال والحوار والتفاعل بين الفرد والآخرين من تلك المجموعة .

التلاقح الحضاري :

الحوار


من أهم أهداف الحوار تحسين علاقة الإنسان بالإنسان ، بل الدول بالدول ، ذلك أن تلك العلاقات إن قامت على أساس الحوار ، واعتمدت المنطق الذي يقوم على العقل ، كتب لها النجاح .
والحوار ضرورة حتمية لا تستغني عنها أي حضارة في سبيل تطوير ذاتها ، فمن المعروف أن عملية التلاقح الحضاري تتم من خلال الاقتباس والنقل ، والتبادل المعرفي ، وهذه أمور متداولة بن الشعوب قاطبة ، فكل حضارة أبدعت ، ونقلت ، وأخذت ، وأعطت . ولم توجد حضارة أبدعت ، ولم تنقل عن غيرها ، فالنقل ، والتلاقح ، والتفاعل ، والأخذ ، والعطاء الثقافي ليس وباء ، وإنما هو ضرورة حضارية وظاهرة صحية .وهناك ضابط لا ينبغي تجاهله في أثناء إجراء الحوار بيننا وبن الشعوب والأمم الأخرى ، يقوم على ضرورة التمييز بين ماهو مشترك إنساني عام ، لا غضاضة في الانفتاح عليه وتقبله ، والسعي إلى تحصيلة ، وبين ماهو خاص بالأمة ذاتها ، فلا يفهم من الحوار والتلاقح الحضاري ، أنهما أدوات لتذويب الثقافة والهوية الحضارية لأمتنا .

تصحيح المفاهيم :

من أهم أهداف الحوار في العصر الحاضر تصحيح المفاهيم المشوهة والأفكار المنحرفة التي لن يكتب لها الاندحار إلا في أروقة الحوار الحر ، فالأفكار المنحرفة والتصورات الشاذة لا يمكن أن تنمو وتنتشر في غير المناخات المغلقة ذات الطابع الانكفائي .
وثمة صور ومفاهيم مشوهة ، وبخاصة عن الإسلام والعرب ، قامت وغرست في العالم الغربي الذي أصبح يحمل صورا تغاير واقع الأمر ، ولا يمكن تغيير تلك الصور دون إقامة حوار مثمر بناء ، لا يروم التغيير لمجرد الرغبة فيه ، بل للحرص على التوصل إلى الصورة الحقة لكل طرف .
فالحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات يساهم في درجة كبيرة في التقارب بين الشعوب والأمم ، وإزالة الحواجز المتراكمة من سوء الفهم ومن الأفكار المسبقة المختزنة في ذاكرة الشعوب عبر قنوات فكرية تقوم في أغلب الأحيان على أسس غير صحيحة .

من هنا يصبح الحوار جهدا فاعلا ، وضرورة حتمية لابد من تنميتها ، والإقدام عليها ، وتوسيع وسائلها لتجلية المواقف ، وكشف الأخطاء والتصورات الناجمة عن الانغلاق الفكري .
فالحوار قوة وسلاح من أسلحة السجال الثقافي المعركة الحضارية ، وهو وسيلة ناجحة من وسائل الدفاع عن المصالح العليا للأمة ، وشرح قضاياها ، وإبراز اهتماماتها ، وتبليغ رسالتها ، وإسماع صوتها ، وإظهار حقيقتها ، وكسب الأنصار لها ، وجلب المنافع إليها ، ودرء المفاسد عنها .
وبما أن أمتنا الآن في ضعف ملحوظ ، تحاول القوى العظمى والصهاينة الإضرار بنا ، فإن الحوار مع التيارات الفكرية والسياسية العادلة في العالم ضرورة لابد منها ، وذلك لدعم قضايانا المصيرية العادلة ، فالاهتمام بالحوار مع قوى الخير في العالم حاجة أساسية تمليها مصلحتنا في البقاء والحفاظ على هويتنا وحقوقنا التاريخية .

حل النزاعات والخلافات :

إن من أبرز أهداف الحوار حل النزاعات التي توجد بين الأفراد والمجتمعات والدول ، وكذلك العمل على تجديد فكر الأمة ، والنهوض بالمشروع الحضاري ، فالتنوع والتعدد يفترض له أن يسهم في إثراء فكر الأمة في مختلف جوانبه العقائدية ، والفكرية ، والاقتصادية ، وذلك في إطار ممارسة الفكر بطرقة السليمة عبر مقارعة الدليل بالدليل ، والحجة بالحجة ، في حوار ينفتح فيه الجميع وتتبادل فيه الآراء والطروحات الفكرية بموضوعية وعلمية بعيدا عن التعصب .

الأهداف الخاصة للحوار 

Own goals


الحوار في هذه الحالة مسالة شخصية وليست اجتماعية أو لها علاقة بالمجتمع أو الدولة كما هي الحال في الأهداف العامة .

 أبرز هذه الأهداف الخاصة فيما يأتي :

وجود خلاف شخصي ذي طابع فكري أو تجاري بين فردين فيلجأ ان إلى الحوار لغرض حسمه بهذه الطريقة .
يعد الحوار وسيلة كبرى للتعلم والتثقف ، إذ بوساطة تبادل المعلومات أو تغذيتها من طرف إلى آخر ، تكون المخرجات استيعاب هذا الطرف أو ذاك المعلومات أو حقائق كان غافلا عنها ، أو هي جديدة كل الجدة عله .
يعد الحوار أسلوبا للدعوة الدينية أو الفلسفية أو الاجتماعية ، بحيث يقدم المحاور إلى آخرين يحاورونه فكرا جديدا ، أو يؤكد ضرورة الالتزام بعقيدة الأمة .
يمكن استخدام الحوار بوصفة طريقة للعتاب تجاه إساءة شخص آخر ، فيحاوره بدقة ودماثة لغرض أن ينتبه المسيء إلى إساءته ، ويمكن عد بيت الشعر التالي تجسيدا حيا ورائعا للبدء بهذا الحوار ، إذ يقول الشاعر 
لئن سائني أن نلتني بمساءة                    لقد سرني أني خطرت ببالك .

هذا كلام بدأ بعتاب مشحون بالمرارة ، وبعدئذ أبدى القائل سروره بورود شخصه في ذهن المسيء .

الحوار أسلوب للإصلاح والتهذيب ، فيلجا الإنسان الصالح إلى محاوره الإنسان الطالح حوارا هادئا ورقيقا ودافئا فيوضح له عواقب مسلكه أو أخطاءه أو ذنوبه ، ويقارنها بما هو تابع للفضائل والمكارم والمحامد والسجايا الطيبة ، ولابد للضال من لارشاد بلقاء واحد أو أكثر ، ولابد للداعية أو المصلح أو المهذب من الاستمرار في نهجه الأخلاقي هذا .




المصدر: هندسة الحوار ..التخطيط .. التنظيم .. الأداء .. التقويم . إعداد د.عبدالقادر بن عبدالحافظ الشيخلي .
©حقوق الطبع والنشر لأصحابها.
Al3
بواسطة : Al3
الخير والسلام لكل العالم .
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -