مظاهر العصبية القبلية في العصر الجاهلي

تكيف مع الظروف القاهرة

انتشرت السلاحف في أرجاء الأرض لقدرتها الفائقة على التكيف مع الظروف القاهرة أما الديناصورات فإنها سرعان ما انقرضت لعدم

مرونتها في التعامل مع المستجدات التي طرأت على بيئتها.

قبل سنتين مررت بأزمة حادة أصابني بسببها غم شديد، وكنت في حاجة ماسة إلى زيارة صديق قديم معروف بالحكمة والرؤية الثاقبة وكان يسكن في الريف بعيدا عن صخب المدينة، فوفدت إليه عسى أن ينير قلبي ويرد إليه صفاءه الذي افتقدته بشدة، فلما رآني نهض من مجلسه بصعوبة وكان قد أصابه الشلل في جزء من جسمه وقال لي أنت تمر بتجربة حزينة وآلامك التي تعاني منها الآن هي جزء من العلاج ولكنها ستمر وبعدها ابحث عن السلوان من خلال التعايش مع ظروفك الجديدة.

وأخذني إلى رابية قريبة وأشار بيده إلى صف من الأشجار تحيط بتلك الرابية وقال لي: لقد زرعت ذلك الصف من الأشجار قبل سبع سنوات لحمايته من العواصف وكبرت ونمت بانتظام على أروع ما يكون، ولكي أحمي بيتي من الحيوانات السائبة التي تنسل في الظلام أحطت الأشجار بالأسلاك الشائكة، وبعد سنة وجدت أن بعض الأشجار قد انهارت بسبب دق السلك الشائك في لحائها والبعض الآخر قد تعايشت مع تلك الأسلاك المفروسة واعتبرتها جزءا منها واستمرت في النمو رغم ذلك. 

وهكذا عندما ترى ذلك الصف من الأشجار ستجد بعضها قد صمد وأصبح سيدًا على الأسلاك والبعض الآخر قد انهار بسبب مقاومته للسلك الشائك.

كل ما يحيطنا في تغير دائم فعندما تشرق الشمس فجر الغد فإنه يكون قد أشرق علينا يوم آخر جديد يتطلب منا التكيف مع ما يحمله من فرص فريدة أو تحديات أو أحزان تقبلوا التغيير الذي يطرأ على حياتكم بصدر رحب وبدون تذمر وبأمل بأن ذلك التغيير مهما بدا ثقيلا ومتعبًا فإنه قد يحمل بشائر تطور ونمو نحو الأفضل.

وقد يصعب استشراف ملامحه لأول وهلة ولكنه سيظهر لكم يوما ما. إن التغيير سنة الحياة الدائمة، فلا تطور ولا تقدم إلا بالتغيير الدائم.

عندما تمر عليك المحن والظروف القاهرة، وقع معاهدة سلام مع نفسك وتعايش مع الوقائع الجديدة في حياتك.

عندما تجابهك التجارب الأليمة، فلا تجعلها حجة لاعتزال الحياة، تأقلم مع المحن ولا تدعها تنتصر عليك بل واصل السير إلى الأمام.

شمعة

ما إن يصيبني المرض، حتى أقول لنفسي حسنًا لن أتذمر، فما هـو إلا زائر عارض سيرحل قريبًا. وقد آن الأوان لأستفيد من مرضي

لأتذكر نعمة الصحة. إن المرض مفيد للجسم البشري فهو الوسيلة لتنقيته من الزوائد وتصفية الخلايا من العوالق ويهدف إلى التنبيه -

والتحذير لاتخاذ ما يلزم لوقاية الجسم بشكل عام والاهتمام به وتنشيط مراكز الطاقة وتقوية أجهزة المناعة وفرصة للهدوء والسكينة

ومراجعة النفس والاستعداد للتغيير ورؤية الأمور العادية من منظار جديد.

الرقص مع الحياة .المؤلف:مهدي الموسوي

©حقوق الطبعوالنشر لأصحابها

تعديل المقال