أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

أخر الاخبار

مظاهر العصبية القبلية في العصر الجاهلي

مظاهر العصبية القبلية في العصر الجاهلي

العرب

لم يكن العرب في الجاهلية أمة واحدة ، ولا شعباً واحداً ، بل كانوا قبائل وعصائب متفرقة .
تحكمها أعراف قبلية متنوعة . وكانت العصبية القبلية هي أساس النظام الاجتماعي الجاهلي ، الذي شعاره : ( انْصُرْ اَخَاكَ ظَالِماً اَوْ مَظْلُوماً) وقد قيل إن أول من قال : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوما" هو ( جندب بن العنبر ، وقد عنى بها ظاهرها ، وهو : ما اعتيد من حمية الجاهلية . لكن الإسلام هذَّب هذا المبدأ الجاهلي فيما بعد ، ففي صحيح البخاري من حديث أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " ، قالوا : يارسول الله ، هذا نَنصُرُهُ مظلوما ً ، فكيف نَنصُرُهُ ظالماً ؟ قال : " تأخُذُ فوقَ يَدَيْهِ " .
وكان في الجاهلية هو الداعي إلى نصرة المنتسب إلى لاقبيلة دون اعتبارٍ لكونه مُحِقًا أو غير محق ، وبخاصة " أن مجتمع القبيلة في العصر الجاهلي بعلاقاته وعاداته وأعرافه ، مجمتع يولد فيه العربي ، ثم ينشأ متشرِّباً عاداته وأعرافة التي تُبنى على دعامة أساسية هي النسب ، وحينما يفتح الفرد عينيه على ماحوله يجد أن كل امرىء في قبيلته يتغنَّى بانتمائه إليها ، ويعتدُّ بأَرُومَته ، بدءًا من والده وإخوته ، وانتهاءً إلى رهطه وعشيرته ، فـ" جنسيته " هي جنسية القبيلة المنحدر منها ، و " هُويَّته " التي يحملها في حِلِّه وتَرحاله اسمُ قبيلته ، ذلك الاسم الذي يميزه عن أفراد القبائل الأخرى ، ويعصمه عن أ، يتيه بينهم .

مظاهر العصبية القبلية في العصر الجاهلي

ومن أهم مظاهر العصبية القبلية:

الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب : كان التفاخر والتعاظم بين أهل الجاهلية سمة اجتماعية سائدة .
إذ كانت المفاخرة بمآثر الآباء والأجداد ، وبالسيادة والريادة ، أمراً شائعاً ، حيث كانوا ينطلقون أحياناً إلى المقابر ، فكانوا يشيرون إلى القبر بعد القبر ، ويقولون : فيكم مثل فلان ، ومثل فلان ؟!
ومن أهم مظاهر التزام الفرد بالقبيلة : حرصه الشديد على النسب ، والاعتزاز به ، فقد كان أقوى صلة تربطه بقومه ، وتشدّ أواصر العصبية معهم .
إن اعتزاز الإنسان العربي بنسبه جعله يغلو فيه أحياناً ، فلا يرى نسباً يضاهي نسب قبيلته نُبْلاً وشرفاً ، ولا يرضى أن يتطاول أحد من القبالئل الأخرى فيدعي لنفسه نسباً أشرف من نسبه ، أو حسبا أشرف أرومة منه .

الطَّبَقِيَّة :

كان أهل الجاهلية يعاملون الناس حسب منازلهم ودرجاتهم ، ويُعمِلون مبدأ عدم التكافؤ بين الناس .
كان هناك سادة القوم وأشرفهم من أمراء العرب ، ورجال الدين ، والتجار ، ورؤساء العشائر ، والشعراء وغيرهم .
وهناك من ينتمون إلى الطبقات الدنيا ، كالفقراء ، والصعاليك ، والمحتاجين ، وأبناء السبيل ، وأصحاب الحِرف اليدوية ، والعبيد وغيرهم
كانت هناك طبقات وبيوت ترى لنفسها فضلاً على غيرها ، وامتيازا ، فتترفع على الناس ، ولا تشاركهم في عادات كثيرة ، حتى في بعض مناسك الحج .
أشار القرآن الكريم في كثير من آياته إلى أولئك الذين اختصوا أنفسهم بامتيازات ، وترفعوا على الناس ، وفي السيرة النبوية الكثير من المواقف والأحداث البارزة الشاهدة على هذا الواقع الطبقي الجاهلي .

الأخذ بالثأر :

معاقبة الجاني والثأر منه أمر جائز ، فقتل القاتل مثلاً شيء لا ينكره شرع ولا عقل ولا عرف .
إنما المذموم هو قتل غير القاتل بحجة أنه من آل فلان .
أو ترك القاتل لأنه ليس كُفْئاً للمقتول . ثم السعي في تقل من هو كفء للمقتول وإن كان بريئاً . وهو ماكان سائداً في العصر الجاهلي .
كان من خُلُق القوم في الجاهلية : الحرص على الأخذ بالثأر على أي حال . واستثارة الهمم للقتال ، لتمثل بذلك اعتزاز العربي بعصبيته ، وصون كرامته ، والحفاظ على هذه الكرامة إنما هو حفاظ على حيَاته نفسها ، وكيانه في مجتمع ينهار فيه كل شيء إذا لم يَذُد فيه عن حياضه ، ويركب للشر كل مركب .
يهون على العربي أمر الحياة ، ويستهين بالموت من أجل ثأره ، فإذا وجب الثأر دفاعاً عن الحرمات وحفظاً للكرامة ، فإن المَنِيّة عند العربي خير من إعطاء الدَّنِيّة .
الحروب إن " النُّعَرَة " وهي الصياح . ومناداة القوم بشعارهم ، من أجل الاستغاثة بهم ، وحثهم على الحرب ، وهي من مظهر من مظاهر العصبية .
حين ينادي أحد قومه ، فلا بد من إجابته ، دون النظر إلى طبيعة موقفه ، أو فعله ، هل هو ظالم أو مظلوم .

مظاهر أخرى :

  • التحاكم إلى أهواء مشايخ العشائر والطواغيت والكهان ونحوهم وترك التحاكم إلى طريقة الرسل عليهم الصلاة والسلام
  • التنقُّص من قّدْر القبيلة التي لا تسعى إلى الشر ، وتكره الظلم .
  • التفرق الحسي والمعنوي وعِمِّيَّة الراية وترك الإمارة ورد الصاع صاعين .
  • التقليد في الباطل واتباع طريقة الآباء دون تمييز كما وصفهم الله تعالى : ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) سورة الزخرف


العصبية القبيلة من المنظور الإسلامي . د. خالد بن عبدالرحمن الجريسي . 
حقوق  الطبع والنشر لأصحابها
Al3
بواسطة : Al3
الخير والسلام لكل العالم .



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-