أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

أخر الاخبار

ماهو العمل الذاكري

ماهو العمل الذاكري

تسمح الذاكرة بربط الأحداث المتتالية، لدى الكائن الحي. ومن أجل عمل ذاكري وحده،

ماهو العمل الذاكري

يمكن وصف ثلاث مراحل أساسية

المرحلة الأولى: 

التسجيل وهو مفيد جداً عند الإنسان. فالتحريض آت من الخارج، ويتيح الفرصة لتحريض حسي وبصري وسمعي ولمسي وذوقي وشمي. والتحريض الشمسي، منقول عبر ألياف عصبية حتى مراكز الدماغ. والسائل العصبي لازورت) يعود منشأه إلى أصل كهربائي، ينقل ويتحول لدى وصوله الى بعض الخلايا العصبية، للمراكز العصبية.
وهذه الظاهرة الأخيرة هي أساسية وبدونها لا يحصل التسجيل.
والتحريض يترك أثراً دائماً، حيث ستتعلق به الذكرى، وهذا التخزين يمكن أن يكون مرده الى استطالة كيميائية.

المرحلة الثانية: 

مرحلة الكمون وخلال مدة معينة، لاشيء يبدو يمضي. والزمن فارغ. ومع ذلك تتم تغيرات معروفة بفضل الأعمال الحديثة:
فالأثر الدائم يتحول وينتظم. ويبدو أنه يتوطد تدريجياً، ممتداً الى خلايا عديدة. وخلال مدة قصيرة على الأرجح، فإن المجموع، يوصف تحت اسم ظواهر الصدى». وماذا سيبصبح بهذا الأثر؟ وهل سيتحول شيئاً فشيئاً؟
لا يمكن التكهن بذلك بعد.

المرحلة الثالثة: 

مرحلة الاستحضار في لحظة معينة، استحضر الموضوع بشكل إرادي أم غير إرادي. أن يتذكر هذا الحدث أو ذاك. فهو يستعيد في
عودة جديدة للرعي، تكون تقريباً واضحة وجلية، والتسجيل الماضي ليس في الحقيقة سوى تخزين، يمكن أن يكون مخرباً ومشوهاً. ويمكن أن يعيد هذه العملية بلحظات متتالية، وبعدد غير متناه تقريباً من المرات. وكل استدعاء للاستحضار على ما يبدو ؛ هو عمل تنشيط للتخزين.
وإن النمو التدريجي لوظائف الذاكرة عند الطفل، يتم كما يحصل عند الحيوان في نمو هذه الوظيفة، بمعنى أن النمو يسير من الشكل الأكثر
عاطفية والأكثر ذاتية أي ذاكرة الشعور والأحاسيس، وكل مايمس المصلحة أو المنفعة، إلى ذاكرة الأرقام والذاكرة الشفهية، اللتين تعدان أشكالاً أكثر إعداداً وتهيئة مروراً بالذكرة المنطقية وذاكرة الأشكال الهندسية.
وكما تكون الذاكرة، منذ الطفولة مرتبطة بدقة، بالحياة الدماغية كلها، يجب . وبشكل طبيعي . أن نقيم وزناً للخصائص المميزة للطفل،
ومعرفة الحس الجمالي والتخيل والانتباه، الذي يجعل من الطفل كائناً یری تفاصيل طفيفة وواقعية.

الوظائف الذاكرة


وإن قوة الوهم تكون متطورة في السنين الأولى من الحياة. لذا، علينا احترام قابلياته وميوله وانسجامه الكبيرة في وسطه.
فالنمو التدريجي والسليم للذاكرة غالباً مايدل على النمو العام والصحيح للشخص. وهناك ارتباط وثيق بين الذاكرة، والنمو المحرك.
فالنشاط العضلي والحساسية تتسقان اولاً على مستوى الحيز الفموي عند الرضيع. ثم في الحركات واخيراً عندما يبدل مكانه بنفسه. وإن ردود الأفعال الحواسية المختلفة، تسبب ملاءمة للنشاط الصوتي والوضعي، وللتوازن العام للأجسام.

وفي نهاية السنة الأولى، يكتسب الطفل الوقوف المستقيم. كما يمكنه الصعود الى الكرسي، والتسلق على درجات السلم، معتمداً على نفسه.
ويركض، وعندما يقع ينهض وحده وفي السنة الثانية والنصف من عمره، يبدل قدميه عندما يصعد السلم وفي السنة الثالثة والنصف، بامكانه أن ينزل بنفس الطريقة.

وبالنسبة للنطق، فالصراخ يحل تدريجياً محل التغريد والحركات اللسانية الأخرى في نهاية السنتين تنمو المفردات لديه بشكل سريع.
الأسماء ثم الأفعال ويتحدث الطفل مع نفسه بصيغة الشخص الثالث، وبين السنة الثانية والثالثة تتضح معالم اللغة أكثر فأكثر، ويكتمل
وتظهر الاتقان القواعدي تقريباً؛ ويناجي الطفل نفسه في السنة الخامسة.
إن التطور التدريجي للتوازن النفسي المحرك، يشكل إحدى الظواهر الحياتية الحيوية. 
وتعد أكثر أهمية من النمو عند الكائن الحي. ومن الجوهري، ان نعتبر الصدى الدائم، هو الأول بالنسبة للجهازين: النفسي والمحرك. 
فبهذا التوازن عند الراشدين تكون هناك أهمية كبرى. وبإمكانهم التصرف حسب هذين الجهازين.

وبالاختصار، فإن الذاكرة، تتغير بشكل مستمر، كلما مر الزمن، وخلال الحياة كلها. وتتبع بذلك تطور ونمو العمر للوظائف الحيوية المتعددة، كذلك تتبع مايشكل ويكون هذا التطور وهذا النمو.



المصدر : مائة نصيحة ونصيحة لتطوير الذاكرة . د.فيليب يرمطارتنر.ترجمة : هيثم النيحاوي.
© حقوق الطبع والنشر لأصحابها
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -