أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

أخر الاخبار

موضوع الحوار


تخطيط موضوع الحوار

Dialogue topic


إن تخطيط موضوع الحوار يقتضي تعيين الموضوع تعيينا نافيا للجهالة، كما يقتضي بيان معايير اختيار الموضوع، والجهات التي تقترحه

مطالب تخطيط موضوع الحوار:

المطلب الأول: تعيين الموضوع

تقتضي الضرورة العلمية تعيين موضوع الحوار، ويفضل أن يكون عنوان الموضوع محددا تحديدا دقيقا، وليس موضوعا عاما أو غامضا، كما هو الحال في موضوع " الارتقاء بمستوى الطالب الجامعي " كما أن حقوق الفرد لا تصلح في موضوع مجمل، وذلك لأنه موضوع واسع جدا، في حين موضوع حق التعبير، أو حق التعلم هو من الموضوعات المحددة الصالحة للحوار الفعال.

المطلب الثاني:معايير اختيار الموضوع.

 أبرز المعايير التي يجري في نطاقها اختيار موضوع الحوار.

معيار أهمية الموضوع:

تتوقف أهمية الحوار على الموضوع الذي سيجري نقاشه، فكلما كان الموضوع جوهريا اكتسب الحوار هذه الصفة فيما لو أحسن اختيار المحاورين الجديدين بهذا الموضوع.

معيار المشكلة الآنية قد تبرز 

  • مشكلة سياسية كالتأزم مع دولة مجاورة
  • أو مشكلة اقتصادية كانخفاض أسعار النفط
  • أو مشكلة ثقافية كضعف الإقبال على القراءة
  • أو مشكلة اجتماعية كضعف الإقبال على الزواج
  • أو كثرة العوانس والمطلقات من النساء 
وغير ذلك من المشكلات التي تفرض نفسها على الدولة أو على المجتمع، ومن ثم لا يمكن تأجيل مواجهتها أو محاولة العزوف عن حلها، ولعل الحوار في موضوعها هو أنجح الوسائل للتفكير بجلها بعد أن يتم تحليلها تحليلا موضوعيا يؤدي إلى العثور على الحل الواقعي الواجب الاتباع.

معيار التطوير:

قد ترغب الدولة في مكافحة ظواهر الغلو والتطرف، وهي ظواهر تعيق تطور المجتمع الي يجب أن ينعم بأفكار آمنة وهادئة، وتعبر عن الإسلام بكونه دين الوسطية والاعتدال والسلام والرغبة في التعايش مع الآخرين في العالم.ولا ننسى أن السلطة الحكيمة في الدولة المعاصرة تنتبه إلى القضايا المستقبلية ، فلا يكفى أن تحل مشكلات الماضي ، وتوشك أن تحل مشكلات الحاضر ، فإنها ينبغي أن تضع القضايا المستقبلية في الحسبان ، لأن الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دائبة التطور ، مما يترتب عليه بعض المشكلات التي قد تكون خطيرة ، لذلك فإن توقع هذه المشكلات هي من قبيل التنبؤ العلمي السليم ، ومن الأهمية بمكان أن تجري الحوارات بجميع أنواعها بغرض دراسة الظواهر دراسة مستفيضة ، ثم الخروج بتوصيات علمية وعملية وقابلة للتنفيذ ، يمكن وضعها أمام صانع القرار السياسي في الدولة . فمسيرة الدولة والمجتمع هي مسيرة مستمرة، ولابد من أن تحتاج إلى التطوير أو التحديث.

إذا هذا المعيار يعني معالجة مشكلة تراكمت بمرور الزمن، ويرى المعنيون دراسة هذه المشكلة أو الظاهرة، واقتراح نظام جديد يعالجها من جذورها، وكذلك اقتراح أنظمة تطويرية سواء في مجال الإسكان، أو العمران، أو العمل، وغير ذلك.

المطلب الثالث: الجهات التي تقترح الموضوع.

تعيين الموضوع

1- موضوع مقدم من الدولة، وآخر مقدم من منظمة قطاع خاص:

قد تقترح سلطة لدولة على إدارة القطاع الأهلي موضوعا للحوار ، أو يحصل العكس، وحينئذ يتفاهم الطرفان على الاتفاق على موضوع يرضي الطرفين.
2- موضوع تقترحه المنظمة الحوارية:

وآخر تقترحه مؤسسة مجتمع مدني مستعدة لتمويله، أو بالعكس، وهنا يؤدي التمويل دورا كبيرا في إقناع الطرف الآخر، وذلك لأن العملية الحوارية يتوقف نجاحها بالدرجة الأولى على عدة عوامل من بينها التمويل.

3- موضوع متخصص وآخر ينطوي على جوانب نوعية متعددة:

في هذه الحالة فإن الموضوع المتخصص يتولاه أرباب التخصص العلمي الدقيق الواحد، في حين الموضوع الذي ينطوي على جوانب نوعية متعددة فيقتضي تناوله من أفراد ذوي تخصصات علمية مختلفة، فموضوع بطالة الشباب مثلا يقتضي تناوله من أخصائيين سياسيين، واقتصاديين واجتماعيين، وإداريين، ونفسيين.

4- موضوع تقترحه المنظمة التابعة وآخر تقترحه سلطة رئاسية:

حينئذ يجب على المنظمة التابعة إقناع السلطة الرئاسية بموضوعها إن كانت تراه جديدا بالأهمية قياسا إلى الموضوع الذي اقتراحاته السلطة الرئاسية.

5- موضوع مقدم من فرد، وآخر مقدم من لجنة فنية أو علمية:

قد يبدو أن الموضوع المقدم من لجنة فنية أو علمية جدير بالتنفيذ لكونه ثمرة عقول متعددة، ولكن قد يكون الموضوع المقدم من فرد واحد قائم على أسس إبداعية، ومن ثم فهو الجدير بالحوار.

6- موضوع مألوف (روتيني) وآخر جديد:

إن الموضوعات المألوفة أو العادية غير جديدة باهتمام الناس، في حين الموضوعات الجديدة قد تجذب عددا أكبر للاستماع أو للتعقيب في أثناء الحوار.

7- موضوع قد يتعارض مع تقاليد سلبية أو قيم متخلفة:

مثل هذه الموضوعات تثير الحساسية الاجتماعية، ومن الحكمة تناولها جزئيا، وبالتدريج وليس على شكل اصطدام مباشر مع التقاليد أو القيم السائدة.
وتوجد أساس وعوامل أخرى، يمكن النظر من زواياها إلى موضوعات أخرى، فمسألة الموضوعات مسألة حيوية تفرزها البيئة والمجتمع والثقافة.



المصدر: هندسة الحوار.. التخطيط.. التنظيم.. الأداء.. التقويم. إعداد د. عبد القادر بن عبد الحافظ الشيخي.
©حقوق الطبع والنشر لأصحابها.
Al3
بواسطة : Al3
الخير والسلام لكل العالم .
تعليقات




    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -